انتفاضة أكتوبر، الأسباب والاهداف والاليات

احمد امحان

رغم دخول الانتفاضة شهرها السابع الا أن  الوضع الاقتصادي والاجتماعي البائس الذي خرجت بسببه الجماهير المنتفضة لم يتغير، وكذلك ازدادت أوضاع للكادحين والمعطلين عن العمل سوءً  بسب الحظر الصحي, فضلا عن الانخفاض الكبير في أسعار النفط الذي ستتبعه إجراءات تقشفية تمس حياة غالبية المواطنين، ولاسيما القطاع العام، لذا  من المتوقع ان تشارك فئات اجتماعية بأعداد اكبر في المرحلة القادمة من الانتفاضة، لاسيما شريحة العمال والموظفين في القطاع العام، علاوة على ذلك اصطفاف قوى النظام الطائفية والقومية خلف رئيس الوزراء من صلب النظام  بمباركة ايرانية-امريكية، يوكد استمرار النظام على نهجه الطائفي المحاصصاتي القمعي  وخير دليل على ذلك ِاستمرار الاعتداءات المتكررة على المنتفضين المتواجدين في الساحات، كل هذا أوصل المنتفضين الى قناعة ان لاحل الا بإزالة هذا النظام القمعي الفاسد.

نتيجة لذلك تكونت حالة جديدة، او بالأحرى مستوى اعلى في الصراع ضد قوى الإسلام السياسي الحاكمة، يتوجب ان لا تقتصر الأهداف كما في السابق على تحديد مواصفات لرئيس الوزراء المكلف تختاره الأحزاب الحاكمة ويصوت عليه البرلمان المقاد من قبل قادة هذه الأحزاب، بل ينبغي  ان تتعداها  الى الهدف الأساسي الا وهو اسقاط النظام الطائفي القومي المحاصصاتي الفاسد، وانهاء سياسته الليبرالية الجديدة التي جرت الويلات على المجتمع من بطالة وافقار وتهميش والذي يسير على خطها رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي الذي طرح الاقتراض حلا للخروج من الازمة الاقتصادية مما يعني مزيدا من رهن اقتصاد البلاد بشروط البنك والنقد الدوليين، لذا ينبغي طرح الاشتراكية بوصفها بديلا عن النظام الرأسمالي الحالي، لأنه لا يمكن تحقيق الحرية و المساواة الا بقدر تطور  قوى البروليتاريا  الاشتراكية فيها  بحيث تنظم نفسها و تقدم على ثورة مستمرة لإرساء حكومة عمالية و بناء الاشتراكية  أي أنشاء نظام سياسي جديد قائم على الحرية والمساواة، ويوفر حياة حرة ورغيدة للجماهير.

وللوصول لهذه الأهداف لابد من اتباع اليات جدية وعملية تتناسب ومستوى الصراع الحالي، تبتعد عن العفوية، وتنطلق من  تنظيم الجماهير لنفسها في ساحات الانتفاضة، في مجالس ثورية تنسق فيما بينها، وتنتخب مجلس مركزي تتفق الجماهير على أهدافه الرئيسية في اجتماع علني وفق رؤية سياسية تخدم المصالح الطبقية للعمال، وتكون له صلاحيات تشريعية وتنفيذية، ويمكن عزل أي مندوب فيه إذا خالف البرنامج المتفق عليه في اجتماع عام وعلني للجماهير، وتعميم هذا النموذج في الاحياء السكنية وأماكن العمل والجامعات.

بهذا سوف تستلم الجماهير السلطة تدريجيا ويزاد انعزال أحزاب الإسلام السياسي، كما تسمح هذا الالية أيضا بانضمام قطاعات واسعة من المجتمع، لم تساهم بشكل فاعل لحد الان بسب عفوية الانتفاضة وعدم وجود قيادة ورؤية سياسية واضحة، وهنا ستتحول الانتفاضة الى ثورة وتنتصر وتحقق أهدافها. اذن الحركة بحاجة الى أن  تكون متمحورة حول السياسة و ان تكون منظمة و تقرر و تقدم على تشكيل المجالس الثورية  بمثابة أداة حكم و سلطة في كل مكان.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التنظيم السياسي شرط لنجاح الحركة النسوية في العالم.

يُعد الخطاب النسوي في العراق والعالم من أكثر الخطابات المرفوضة و المنعوتة بأبشع الاوصاف رغم ...

المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع

لا يمر يوم دون أن نسمع أو نرى خبرا تنشره الأجهزة الأمنية مفاده ضبط شبكة ...

ساعات عمل طويلة وأجور قليلة معاناة سواق التوصيل – دلفري

  أجرى برنامج ( صدى العمال ) في إذاعة المساواة لقاءً مع العامل ( مجتبى ...

الأساءة والعنف الصحي المؤسَسي ضد المرأة اثناء الحمل والولادة!

التمييز والعنف ضد المرأة متعدد الأوجه ويمتد الى كل نواحي الحياة، في المنزل والعمل و ...

تحرر المرأة في العراق والمنطقة مرتبط بالتحرر من هيمنة النظام الرأسمالي

اسيل سامي يرتبط تحرير المجتمعات ارتباطا وثيقا بتحرير المرأة، وان تحرر المرأة لا يتم الا ...

%d مدونون معجبون بهذه: