عقدت منظمة البديل الشيوعي في العراق الاجتماع الموسع الثالث للجنة المركزية الذي اقيم في بغداد واستمر لثلاثة ايام وللفترة من الخامس والعشرين وحتى السابع والعشرين من شهر ايار 2022، وحضر الاجتماع اعضاء اللجنة المركزية واعضاء اللجان وممثلو لجان المحافظات بالإضافة الى مجموعة من الضيوف من اصدقاء المنظمة من المناضلين الشيوعيين والناشطين العماليين والنقابيين والناشطات النسويات ومن اوساط الشبيبة والمنتفضين، والذين ساهموا بشكل فعال في المناقشات والمداخلات حول البحوث والمقررات التي طرحت خلال الاجتماع.
افتتح الاجتماع بالنشيد الاممي والوقوف دقيقة صمت اجلالا لذكرى المضحين من اجل الاشتراكية والانسانية. وبعد الترحيب بالحضور من قبل المنسق العام للجنة المركزية مؤيد احمد وانتخاب هيئة رئاسة الاجتماع، تمت الموافقة على جدول اعمال الاجتماع وثم بدء الاجتماع بأعماله.
وقد تضمن جدول اعمال الاجتماع مجموعة من البحوث والمقررات بالإضافة الى مناقشة الأسس التنظيمية الخاصة بالمنظمة والعديد من القضايا العملية التي تتعلق بعمل اللجان واعلام المنظمة وعلى النحو الاتي:
- التقرير الخاص بعمل منظمة البديل الشيوعي في العراق ما بين الاجتماعين الموسعين الثاني والثالث.
- بحث حول الازمة الرأسمالية المعاصرة والصراعات الامبريالية والرأسمالية في العراق.
- بحث حول الحرب في اوكرانيا وتبعاتها.
- بحث حول التيار الماركسي وخط منظمة البديل الشيوعي.
- بحث حول الحركة النقابية والنضالات العمالية في العراق واقليم كوردستان.
- بحث حول اوضاع المرأة في العراق واستراتيجيات النهوض بالنضال النسوي.
- بحث حول الانتفاضة والحركة الاحتجاجية في العراق.
- مقرر الاجتماع الموسع الثالث للجنة المركزية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق – الاوضاع السياسية الحالية في العراق وسياساتنا.
- بحث حول الاوضاع السياسية في اقليم كوردستان والحركة الاحتجاجية فيها.
- مناقشة مقرر الأسس التنظيمية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق
- الاقرار على مجموعة من القضايا المتعلقة بتشكيل وعمل اللجان.
وقد تضمنت الفقرة الاولى تقريرا يشرح النضال السياسي لمنظمة البديل الشيوعي حول القضايا المختلفة وعلى رأسها انتفاضة اكتوبر وسياسة المنظمة تجاهها، كما تطرق التقرير الى العمل التنظيمي للمنظمة وما حققه خلال الفترة الماضية من التقدم المتواصل. كما تناول التقرير اعطاء نبذة حول النضال الإعلامي لمنظمة البديل الشيوعي وما انجزته منذ تأسيسها، من عمل الدعاية والتحريض السياسي لنشر الفكر الماركسي وسياسات المنظمة.
فيما ناقش البحث الثاني، الخاص بالأزمة الرأسمالية والصراعات الامبريالية والرأسمالية في العراق، ازمة الرأسمالية العالمية المعاصرة؛ واشتداد الصراعات بين الدول الامبريالية وتكتلاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وتفاقم الصراعات بين القوى الإقليمية المتحالفة مع تلك الدول في خضم هذه الازمة، مبينا ان ازمة هذا النظام العالمي لا تتجزأ ولا تتوقف بل تتفاقم و تشتد على الدوام. ان مظاهر هذه الازمة وما خلقته من الماسي للطبقة العاملة العالمية تتجلى في اتساع رقعة التظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها العمال والكادحون في شتى ارجاء العالم وبشكل مطرد، كما تطرق البحث الى تغلغل الرأسمالية النيوليبرالية في جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العراق بوتيرة سريعة متقوية بالسياسات الاقتصادية التي ينتهجها النظام وقواه البرجوازية الإسلامية والقومية الفاسدة والنهابة لتعزيز هذا النمط الاقتصادي للرأسمالية وهجومه المتواصل على القطاع العام الصناعي وخصخصته، بالإضافة الى تدمير الخدمات العامة من صحة وكهرباء وتعليم وغيرها.
اما البحث الذي تناول الحرب في اوكرانيا وتبعاتها، فقد بين ان هذه الحرب وما تخلفها من ويلات ومجاعات ليس فقط على الشعب في اوكرانيا انما في جميع انحاء العالم، هي استمرار للسياسة التوسعية التي تنتهجها الدول الإمبريالية الغربية من جهة، والدولة الامبريالية الروسية، من جهة أخرى.
ناقش البحث الرابع( التيار الماركسي وخط منظمة البديل الشيوعي) أهمية وضرورة الاستخدام الحي لنظرية ماركس الثورية ومنهجه كسلاح للنضال التحرري للبروليتاريا العالمية المعاصرة. قدم البحث لمحة مختصرة عن تاريخ التيار الماركسي وبين كيف ان هذا التيار وبالرغم من كل التشويهات التي يتعرض لها، ظل تيارا مفعما بالحيوية، كما واكد البحث كيف ان خط منظمة البديل الشيوعي متسمك بهذا التيار ويجسده بكل حزم وقوة في نضال العمال الطبقي ومجمل نضالها.
وقد تناول البحث الخاص بالحركة النقابية والنضالات العمالية في العراق وكوردستان، اوضاع العمل النقابي حيث ساهم النقابيون والعمال الناشطون المشاركون في الاجتماع بشكل حيوي وفعال في مناقشة وضع الحركة العمالية والتضييق الحكومي على عمل النقابات والاتحادات في العراق وكوردستان . كما وتمت مناقشة واقع التظاهرات والاحتجاجات العمالية في مختلف مدن العراق وسبل إزالة العوائق امام تطورها وتنظيمها وتم التأكيد على عمل منظمة البديل الشيوعي داخل هذه الاحتجاجات.
وضمن جدول اعمال اليوم الثاني للاجتماع تم تقديم بحث حول قضية المرأة والحركة النسوية التحررية، وتناول البحث اوضاع النساء المتأرجحة في العراق خلال العقدين الاخيرين بين سيطرة الاسلاميين والقوميين والعشائريين على السلطة، وكيفية تحويل النساء الى مجرد سلع، وكيف يشكل هذا الوضع اغترابا للمرأة عن محيطها بسبب عجزها عن التحكم بالظروف المادية المحيطة بها. ما ادى لازدياد حالات الهروب من العنف الاسري بسبب الهيمنة الذكورية، فيما توصل البحث الى ان قوة النساء الضاربة تتمثل ببث الوعي الطبقي الماركسي والنسوي في صفوف النساء. كما تطرق الى استراتيجيات النضال النسوي في ظل الهجمة الرأسمالية الدينية العشائرية القومية.
وفيما يخص محور الانتفاضة فقد ناقش البحث المقدم من قبل قادة ونشطاء الانتفاضة والحركة الاحتجاجية، المشاركون في الاجتماع، تاريخ الحركة الاحتجاجية وصولا الى انتفاضة اكتوبر 2019، عارضين الاسباب الموضوعية التي ساهمت بانبثاق هذه الحركة خصوصا في وسط وجنوب العراق، مستعرضين التحولات التي حصلت في مسيرة الانتفاضة واسباب تراجعها، ووسائل السلطة وقوى الثورة المضادة في قمعها وحرف مسارها من المطالب الجذرية بالتغيير الى مجرد مطالب اصلاحية تحاول الاطالة بعمر النظام. كما ناقش آليات انجاح اية انتفاضة قادمة والمتمثلة بتنظيم جماهير العمال والكادحين والشبيبة والنساء المضطهدات والمتسلحة برؤية سياسية اشتراكية وثورية.
كذلك تضمن جدول اعمال اليوم الثاني للاجتماع المقرر الخاص بالأوضاع السياسية الحالية وسياسة منظمة البديل حول هذه الاوضاع، معتبرا ان الانتخابات والبرلمان هي مجرد اليات لسلب حق الجماهير في تحقيق ارادتها السياسية. كما تناول المحتوى الطبقي البرجوازي للدولة في العراق، بالإضافة الى الطابع الطبقي لانتفاضة اكتوبر ودور قوى الثورة المضادة في اخمادها. وكذلك التكتيك السياسي لمنظمة البديل الشيوعي تجاه الاوضاع السياسية الحالية والمهام العملية تجاه هذه الاوضاع وكيفية التأثير فيها.
اما اليوم الثالث للمؤتمر فقد تناول الأوضاع السياسية في اقليم كوردستان والحركة الاحتجاجية فيها، واستعرض البحث الخاص بهذه الفقرة الاوضاع السياسية في كوردستان، وسيطرة الأحزاب البرجوازية القومية وتأثيرها على حياة ومعيشة الجماهير، كما تطرق الى الحركة الاحتجاجية ونقد سياسات التيارات البرجوازية في داخلها ومساعيها لاستغلالها والعوائق التي تواجه الحركة وسبل التغلب عليها. كما وناقش الاجتماع كيفية وسبل تطوير وتحويل التيار الماركسي في كوردستان الى حركة شيوعية مقتدرة وقوية وناقش مهام منظمة البديل الشيوعي في تحقيق ذلك .
اما الفقرة الخاصة بالأسس التنظيمية لمنظمة البديل الشيوعي فقد تمت مناقشتها والاقرارعلى ان اللجة المركزية مسؤولة عن اجراء التعديلات المقترحة في غضون ثلاثة اسابيع.
وبالنسبة للقضايا العملية الخاصة باللجان التنظيمية فقد تم الاقرار على جملة من القرارات بهذا الخصوص.
وفي ختام الاجتماع تم التصويت على انتخاب مؤيد احمد وبالإجماع منسقا عاما للجنة المركزية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق.
اختتم الاجتماع الموسع الثالث للجنة المركزية اعماله في الساعة السادسة مساءا من يوم السابع والعشرين من ايلول بالنشيد الاممي في أجواء حماسية للمشاركين.