مؤيد احمد
ثورة أكتوبر1917 للعمال والكادحين و الفلاحين الفقراء في روسيا، وكما يقول جون ريد هزت العالم وآثار هذه الهزة لا زالت تشكل مصدر ذعر للطبقة البرجوازية في طول وعرض العالم المعاصر .
بالرغم من كل الاخطاء والاخفاقات، الا ان هذه الثورة ولحد اواسط العشرينيات من القرن الماضي ظلت تشق طريقها لبناء مجتمع خال من الطبقات.
ان كتاب الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية، وكتاب الدولة والثورة، وكراس الاشتراكية والحرب، وافلاس الاممية الثانية، وغيرها من كتابات لينين قبل الثورة، وخطابه اثناء استقباله في اول محطة قطار عندما وصل الى بطرسبورغ في آذار 1917، و كذلك موضوعات نيسان، و كتابات غيره من القادة الاشتراكيين من امثال تروتسكي وروزا لوكسمبورغ وكتابات بوخارين حول الامبريالية، تبين جميعها بوضوح كيف كانت الثورة الاشتراكية العمالية العالمية هدفا سياسيا آنياً بالنسبة للشيوعيين، وكيف كانت العملية الثورية تتسم بهذه الخصوصية في تلك الفترة من تاريخ الصراع الطبقي في المجتمعات الرأسمالية في اوروبا، وكيف كان هؤلاء القادة يفكرون في انبثاق ثورة اشتراكية في البلدان الرأسمالية المتطورة في اوروبا اثر الازمة الثورية التي كانت تتفاقم في تلك الفترة وكيف كانوا يعتبرون الحركات المناهضة للإمبريالية من قبل الجماهير في البلدان المستعمرة وشبه مستعمرة، تكمل هذا النضال لشغيلة العالم والمهمشين والمفقرين
كل طبقة اجتماعية ثورية في التاريخ تحتاج الى ان تستفيد من تجاربها وتجارب الحركات الثورية الأخرى، ولكن الطبقات المضطهِدة و السائدة ومثقفيها ومدافعيها ترمي الى تشويه، لا بل قبر كل ما هو متعلق بثورة الكادحين والشغيلة.
ان المثقفين والتيارات اليسارية الانتهازية انساقوا بالجملة مع اكبر هجوم شنته البرجوازية العالمية على الاشتراكية و الشيوعية و كل ما هو متعلق بحرية و مساواة الانسان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، و شوهوا ولا يزال يشوهون وبإصرار، ما كان تهدف الحركة الاشتراكية انجازه من خلال ثورة اكتوبر في روسيا و يخلطون هذا الهدف مع الستالينية ورأسمالية الدولة قصدا . هم بذلك يٍشوهون ما كان لينين وتروتسكي وروزا لوكسمبورغ وجماهير العمال والكادحين يناضلون من اجله مع ما بناه ستالين من دكتاتورية ورأسمالية الدولة.
ان محو الطبقات و اضمحلال الدولة و النضال لبناء مجتمع خال من الطبقات وانجاز الثورة الاشتراكية العالمية هو الذي كان يناضل هؤلاء القادة من اجل تحقيقه، وهو الذي يشكل مساعي جماهير العمال والكادحين في تلك الفترة .
ان البرجوازية والمدافعين عنها تريد، وباي وسيلة كانت، محو هذه النضالات الثورية للعمال والكادحين والاشتراكيين لإسقاط راس المال والرأسمالية، من اذهان الشغيلة والكادحين، ولكن البروليتاريا الاشتراكية المعاصرة تحتاج الى ان تستنبط الدروس من تجربة اسلافها وترفع بكل قوة الراية الاشتراكية العالمية التي رفعتها ثورة اكتوبر.
انها ليست تفسيرات مختلفة لما حدث، انما هي مواقف طبقية متضادة تلك التي تطرحها البروليتاريا وتلك التي تطرحها البرجوازية ومثقفي الاخيرة.
عاشت ذكرى ثورة اكتوبر
٧ نوفمبر ٢٠٢٢