إيران بحاجة إلى التغيير

الحركة الشعبية النسائية بدأت تنفجر، فلا أحد يحتاج إلى الجلوس في المنزل ا والالتزام بالصمت.

يجب دفن هذا النظام، نظام الجمهورية الإسلامية القمعي والذي يحكم منذ ٤٣ عامًا بشكلٍ شرس.

لأول مرة في التأريخ ومنذ عقود، النساء والشابات يقدن حركة ثورية بهذا المدى الواسع وهي بمثابة ثورة مشرقة ليس في ايران فحسب، وانما في الشرق الأوسط والعالم . انها  ثورة تهز المبدأ الرجعي الديني أينما كان .

 تعرضت الفتاة الناطقة بالكردية (جينا اميني) للضرب حتى الموت لأن خصلات من شعرها لم يكن مغطاة بصورة كافية كما تنص عليه الشريعة الإسلامية، أي نظام هزيل ذلك الذي يخشى من خصلة شعر المرأة وفنها ورقصها وأغنياتها وموسيقاها.

 اندلعت هذه الحركة الاحتجاجية الواسعة التي بدأت تهز هذا الكيان الرجعي، حيث، ولأول مرة، تتظاهر النساء علناً أمام الحرس والشرطة، والمعروف بأن النظام الإسلامي يجبر النساء على ارتداء الحجاب بالقوة ولا يسمح لهن بالسفر إلا بمرافقة شخص قريب – زوج ، أخ أو أب .

ما يميز هذه الحركة ويعطيها القوة والزخم هو شموليتها، حيث تجاوزت كل الحدود القومية، الدينية، الطائفية والعرقية. بدأ ناقوس الثورة والانتصار يُسمع في كل درب وحارة في ايران، بدأً من طهران الى كردستان وبلوشستان وآذربيجان والأهواز، لقد بدأ الشعب في ايران الآن وبمختلف شرائحه وطبقاته في الانتفاضة ضد الظلم ،ضد القانون القسري الرجعي الإسلامي، وعلى أثرها تم اعتقال الآلاف من الناشطين والمدنيين حيث يتعرضون لابشع أنوع التعديب على يد هذه الزمرة  ، لقد آن الأوان لرميه في مزابل التأريخ.

ان اقدام النساء على حرق الحجاب والاندفاع والحماس الذي يرافق ذلك، دليل على العزم والثبات حتى يوم الانتصار النهائي والحتمي على الايدولوجية الإسلامية وهي انتصار على الجمهورية الإسلامية وقوانينها الرجعية والصارمة، ان ادامة هذه الحركة الثورية وانتصارها مرهون بإيجاد طريقة واستراتيجية جديدة لتحقيق النجاح نابعة من توحيد صفوف الطبقة العاملة مع دعاة الحرية والمساواة للسير بها حتى النهاية وخلع هذا النظام من جذوره، وهي كذلك بحاجة الى الدعم والمساندة من قبل جميع الاحرار في العالم لوجستيا ومعنويا وماديا ان تطلب الأمر.

أمل كل الأحرار في العالم هو أن تنظم هذه الحركة  نفسها  وتخطط  لتنظيم مختلف الشرائح المجتمعية على شكل كتلة متراصة تقودها الطبقة العاملة في ايران بعيداً عن النزعات القومية والدينية والطائفية الرجعية .  يجب أن يختار الناس ممثليهم على جميع الأصعدة والميادين، في المعمل والمصنع والشارع والمحلة والمدرسة المدرسة والقرية، والبدء في حكم أنفسهم بنفسهم وأن تعود السلطة إلى الشعب وأن تكون لامركزية و العمل بشكل أفقي و هدم جميع السلطات الهرمية التي كانت تسيطر عليها الزمرة الحاكمة وتبديلها بنخب جماهيرية نحو التحول الديمقراطي الثوري.

من المهم جدًا أن تنتصر هذه الحركة ،  أي الثورة النسائية ، وأن تحصل على دعم الأحرار في  الخارج،

هنا في السويد يجب مطالبة الحكومة بإغلاق السفارة الإيرانية وطرد جميع الدبلوماسيين الجواسيس من البلاد.

أما ما يسمى بالمجتمع الدولي، فهو غير جاد ولا يريد اسقاط هذا النظام طالما بقي يخدم مصالحه ، لكنه يريد من النظام تعديل سلوكه ، لذا فهو غير مكترث بما تصّدره من سموم إسلامية رجعية الى المنطقة كما هو الحال بالنسبة للسعودية وغيرها من الدول السائرة في ركب هذا المجتمع الدولي.

ان سقوط الجمهورية الإسلامية في ايران سيمهد الطريق الى دخول منطقة الشرق الأوسط في حقبة تأريخية جديدة.

المرأة ، الحياة ، الحرية

عاشت إرادة الشعب الإيراني من أجل تغييرعصري ثوري وحتمي .

الناشط البيئي: آسو زه ند – السويد

عن Albadeel Alsheoi

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جريدة الغد الاشتراكي العدد 37

القراء الأعزاء صدر العدد (٣٧) من جريدة ( الغد الاشتراكي ) وهي تغطي ابرز الأحداث ...

حول أوضاع المرأة الريفية في العراق

اقبال صلال من المعروف إن الزراعة هي المحرك الأساسي في المجتمعات الريفية، ومن المعروف ايضا إن ...

الثامن من اَذار 2024، تحديات وافاق النضال النسوي التحرري في المنطقة

يمر النظام الراسمالي حاليا باحدى اكبر واعمق ازماته التاريخية. ويبدو ان احدى بؤر هذه الازمة ...

حول حركة سلم الرواتب

جلال الصباغ    "الصورة لا تزال غامضة، لكن يجب في كافة الأحوال تعديل سلّم الرواتب القليلة ...

ما بين أجور نائب وعامل

طارق فتحي نشرت بعض وسائل الاعلام التكلفة الاجمالية لمجلس النواب في العراق، والمكون من 325 ...