بمناسبة انعقاد المؤتمر الرابع لاتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق أتقدم بخالص التحيات للمؤتمرين الأعزاء واهنئهم من كل قلبي على انعقاد هذا المؤتمر المهم.
ان عقد المؤتمر من قبل النقابات المنضّمة داخل هذا الاتحاد، من مختلف محافظات العراق، وبمبادرة من الكوادر القيادية للاتحاد، وبمشاركة جمع واسع من ناشطات ونشطاء العمال والنقابيين والناشطين الاشتراكيين، هو بحد ذاته مكسب كبير للحركة العمالية.
يعكس تاريخ الاتحاد، خلال اكثر من عشرين سنة الماضية من عمره، الى حد ما، تاريخ النضال النقابي للعمال في العراق في احدى مراحله المليئة بالتحديات والمعضلات والمصاعب. لقد جرى نضال الاتحاد بالارتباط مع نضالات العمال والتظاهرات والاحتجاجات العمالية في مختلف شركات قطاع الصناعة والخدمات، وذلك في أجواء الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق، وتطبيق سياسات الدولة الاقتصادية النيو ليبرالية، واثناء الحرب الطائفية والتفجيرات الإرهابية، وصعود داعش والقوى الميليشية وغيرها.
هذا، ولم يكن سهلا ابدا، وعلى الاتحاد، ومنذ تأسيسه، ان يخوض نضالا مريرا، ليس فقط بوجه التقاليد النقابية القديمة، ذات الأفق القومي والإصلاحي الانتهازي والنقابية التابعة للدولة والأحزاب الحاكمة، بل ايضا بوجه مساعي تيارات وأحزاب الإسلام السياسي الحاكمة للسيطرة على النضال النقابي للعمال، ومساعي النقابات والاتحادات الإصلاحية العالمية المشبعة بأفق الرأسمالية النيو ليبرالية لنشر نفوذها داخل النضال النقابي، وفوق كل ذلك كان على الاتحاد ان يتصدى لمحاولات قسم من اليسار لخلق الانشقاقات في صفوفه والمس بإخلاص وتفاني قادته.
لقد مررنا بجميع هذه المحطات النضالية للاتحاد وناضلت الى جانب ناشطيه، بالأخص العزيز فلاح علوان، وكوكبة من المناضلين الاشتراكيين الاخرين، وذلك انطلاقا من قناعتي الراسخة بأهمية هذه الوسيلة النضالية للعمال ونضالهم الطبقي المستقل ولصف العمال الاشتراكيين داخل الحركة النقابية.
أعزاءي المؤتمرين، يعقد المؤتمر الرابع للاتحاد في منعطف تاريخي مهم في مسار الصراع الطبقي للعمال في العراق والمنطقة حيث تنعكس آثار ازمة اجتماعية عميقة وواسعة بشدة على حياة ومعيشة معظم الجماهير، وتتنامى نتيجة لذلك وباضطراد مختلف اشكال نضال العمال ومساعيهم لتحقيق مطالبهم ألآنية اليومية وأهدافهم الطبقية. بالإضافة الى ذلك، يُعقد المؤتمر في ظروف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة وتفاقم الصراعات الجيو سياسية على صعيد المنطقة واحتمالات المزيد من توسع دائرة الحرب.
ان ما يناقشه ويتبناه المؤتمر سيكون له وقع كبير ليس على الاتحاد وموقعه في الحركة العمالية فحسب، بل وأيضا على هذه الحركة نفسها وتطورها اللاحق في خضم الأوضاع والمسارات المحلية والإقليمية التي تحيط بها.
امنياتي الخالصة بنجاح المؤتمر وتبنيه لسياسات وخطط عملية وآليات تنظيمية تؤهل الاتحاد لإنجاز أهدافه ومهامه على اتم وجه في الفترة القادمة.