حول أوضاع المرأة الريفية في العراق

اقبال صلال

من المعروف إن الزراعة هي المحرك الأساسي في المجتمعات الريفية، ومن المعروف ايضا إن المرأة هي العمود الفقري للإنتاج الزراعي خصوصا في بلد مثل العراق، وفي المناطق الريفية تجد النساء أنفسهن في المنزل وفي المزرعة، وهن لا يتمتعن بمنتوج جهودهن ولا يمتلكن الحرية الاقتصادية والاجتماعية والفردية.

بالإضافة الى العمل المنزلي التقليدي كالطهي والتنظيف والطبخ. هناك مهام اخرى تُناط بالمرأة المزارعة، بما في ذلك تربية الحيوانات وجني المحاصيل وإعداد الطعام ورعي الماشية وجلب المياه ورعاية الأطفال وإدارة شؤون الأسرة، ورغم كل ما تقدمه النساء من مجهود وانتاج فهن مهمشات من قبل سلطة العائلة الذكورية.  

إن المرأة في المناطق الريفية تعيش تحت الظلم المنظم من قبل العائلة، فهي رهينة الظروف والعادات والتقاليد الموروثة، ولم تلتفت لها اي جهة او مؤسسة او قانون يحمي إنسانيتها من جبروت الظلم الواقع عليها، فهي محددة بأجندات وضعتها القوى الذكورية منذ آلاف السنين ، هذا بالإضافة الى حرمان اغلبهن من ابسط الحقوق مثل الدراسة والحصول على وظيفة او تعلم حرفة او اختيار الحياة الاجتماعية او تحديد مصير اطفالها. 

تتعامل القوى المتحكمة بالمرأة على إنها آلة متحركة وليس إنسان له حقوق، وهذا الوضع البائس بحاجة الى ثورة اجتماعية واقتصادية وسياسية تعالج أوضاع المرأة بشكل عام وأوضاع نساء الريف بشكل خاص، فلا أحد يستطيع ان يتصور حجم المعاناة دون العيش مثل فتيات ونساء المناطق الريفية، فهن كائنات بلا ملامح إنسانية ولا قرار ولا تعليم، وغالبا ما يكنَ مجرد ديكورات تكمل منازل الذكور.  

ونحن نحيي الثامن من مارس – اذار علينا ان نضع نصب اعيننا ما تتعرض له النساء في المناطق الريفية، وعلينا ان نمارس مختلف أنواع الاحتجاج والتضامن مع معانتهن، وان نضغط باتجاه الحصول على حقوقهن في التعليم واتخاذ القرار بعيدا عن الوصاية الابوية، وان يكون ناتج عملهن من حقهن ومن حق اطفالهن وليس من حصة ذكور العائلة الذين يتحكمون بكل شيء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.