منظمة البديل الشيوعي في العراق تنظيم شيوعي عمالي منهجه الفكري والسياسي ماركسي مستنبط من “البيان الشيوعي”
بعد مرور سنوات على صراعات جناحين داخل الحزب الشيوعي الإيراني و منظمة كوردستان لهذا الحزب (کومەلە)، تم الإعلان الرسمي من خلال اصدار بيانين مختلفين عن حدوث انشقاق داخل هذا الحزب وذلك يوم 16-1-2022.
قبيل حدوث الانشقاق كان قد بعث مسؤول سكرتارية (کومەلە ) رسالة لاعضائها بتاريخ 6-1-2020 يهدد فيها سبعة من رفاقهم الحزبيين العائدين الى كوردستان، قبل يوم من هذا التاريخ، لممارسة نشاطاتهم السياسية في مقر الحزب المذكور في مجمع (زركويز )على مشارف مدينة السليمانية، بمغادرة المجمع وإلا وفي حالة تعرضهم لاي حادث غير مستحب هم من سيتحملون مسؤولية ذلك.
يعد هذا الموقف من قبل سكرتارية (كومه له) تهديدا ضمنيا باللجوء للقمع الجسدي بوجه رفاق ينتمون لاحد الاجنحة في داخل حزبهم ، مما دفع بالكثير من الأحزاب و المنظمات اليسارية و الاشتراكية الى اصدار بيانات الشجب و الاستنكار ضد سلوك سكرتارية (كومه له) هذه.
من المعلوم ان التهديد و اللجوء الى القمع و الاقتتال وتصفية المخالفين السياسيين و التنظيمين جسديا لحسم الخلافات السياسية و التنظيمية هي من السنن و التقاليد المتجذرة داخل التيارات و الأحزاب القومية في جميع أجزاء كوردستان، ان أسلوب تعاطيهم مع هذه القضية تعود الى نفس هذه التقاليد القمعية .
أيا كانت نقاط الخلاف و تفاصيل الصراع الدائر بين هذين الجناحين داخل الحزب الشيوعي الإيراني و الـ (كومه له)، وهي في الواقع نتيجة و انعكاس لتحولات ما بعد انهيار الكتلة الشرقية وحرب الخليج في 1991 وتسلم القوى البرجوازية القومية الميليشية الكوردية زمام السلطة بأيديها في كوردستان العراق ونهبها اللامحدود لثروات المجتمع وكدح ومنتوج عمل الطبقة العاملة، من خلال احتكارها الاقتصادي و الاضطهاد الرأسمالي النيو ليبرالي و الفساد المستشري، وبالأخص في ظروف ما بعد سقوط نظام البعث في عام 2003، فمجمل هذه العوامل ساعدت في ترسيخ و تقوية موقع البرجوازية القومية الكردية في منطقة الشرق الاوسط وفي الصراعات الجيوسياسية في المنطقة من جهة ، و من جهة أخرى جسدت بشكل اعمق وأوضح معاداتها الطبقية الفاضحة ضد جماهير العمال و الكادحين في كوردستان. هذا بالإضافة الى التسلط المتزايد للحركة القومية الكوردية خلال العقد المنصرم في تركيا وسوريا . ساهمت هذه العوامل بمجملها في ترك تأثيرها على الحركات الاجتماعية والسياسية المختلفة و على الأحزاب والمنظمات ، وهذه هي تلك المسارات التي تم في اطارها حدوث هذا الانشقاق.
ما نريد التركيز عليه هنا هو بالدرجة الأولى إنعكاس هذا الحدث الأخير في اوساط الحركة اليسارية و الشيوعية في كوردستان العراق و تأثيره عليها ، و تأكيدنا على فصل صفنا و التصدي بلا هوادة لاي ميل قومي داخل هذه الحركة الذي بات يعبر عن نفسه حاليا بهذا الشكل و ذاك على صفحات الانترنت و شبكات التواصل الاجتماعي.
على الرغم من إن مختلف المحافل و المنظمات داخل الحركة اليسارية و الشيوعية في كوردستان العراق منذ حقبة نهاية السبعينيات و خلال عملية معينة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي تمكنوا من فصل صفوفهم عن الحركة القومية الكردية، إلا أن التيار القومي تمكن من الاحتفاظ بوجودها كنزعة و ميل في داخل قسم من تلك الحركة الشيوعية و اليسارية لحد يومنا هذا .
نحن في منظمة البديل الشيوعي في العراق نؤكد على مواصلة الالتزام بذلك النهج الفكري و السياسي و العمل بتلك السنن و التقاليد التي تبناها صف و اسع من الشيوعيين و الخط الرسمي لمنظمة التيار الشيوعي في العراق (ريكخراوي ره وتي كومونيست) في حقبة الثمانينات من القرن الماضي بفصل خطهم و نهجهم بشكل كلي عن الحركة القومية الكردية وتقاليدها .
إن تجسيد تيار فكري سياسي و حزبي، شيوعي أممي و ماركسي، مندمج بنضالات الطبقة العاملة و الكادحين في كوردستان ، ضد سلطة البرجوازية القومية الكردية و حلفائهم من الإسلاميين و الليبراليين هي مهمة آنية لا ينفصل عن نضالنا الفكري و السياسي ضد جميع التقاليد و الميول و السنن القومية و الليبرالية في داخل الحركة الشيوعية على مستوى كوردستان وعموم العراق .
منظمة البديل الشيوعي في العراق
8-2-2022
