الاستقطاب الطبقي ومسارات الاوضاع السياسية في العراق

تقرير عن الندوة السياسية لمنظمة البديل الشيوعي في كركوك

المتحدثون: مؤيد احمد واحمد مرزوك

متابعة الغد الاشتراكي*

تحت شعار (الاستقطاب الطبقي ومسارات الاوضاع السياسية في العراق) عقدت منظمة البديل الشيوعي في العراق ندوة سياسية في مدينة كركوك بتاريخ 16- ايار – 2023 بحضور عدد من النقابيين والناشطين العماليين والناشطين السياسيين بالإضافة الى مشاركة عدد من النساء والشباب، وقد تناولت الندوة محورين اساسيين، الاول الاستقطاب الطبقي الحاصل داخل المجتمع ومسارات السياسة فيه واستراتيجية منظمة البديل الشيوعي، وقد قدم هذا المحور مؤيد احمد المنسق العام للجنة المركزية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق. اما المحور الثاني فتركز حول انتفاضة اكتوبر باعتبارها انعكاسا للاستقطاب الطبقي بالإضافة لأسباب عدم نجاح هذه الانتفاضة واخذ الدروس منها لتقوية نضالنا الحالي، وقد قدم هذا المحور عضو المنظمة احمد مرزوك، كما كان للحضور مداخلات حول ما قدم في الندوة.

 

ففي المحور الأول، بين مؤيد احمد ان موضوع الاستقطاب الطبقي شائك ومعقد مؤكدا ان السلطة التي جاءت مع الاحتلال لديها سياسة اقتصادية، وهذه السياسة هي الليبرالية الجديدة التي تعني ترسيخ اركان الرأسمالية الموجودة في العراق  على نمط الاقتصاد الرأسمالي الليبرالي الجديد، والتي تؤدي، بطبيعة الحال، الى ان من يمتلك المال هو الذي يستطيع العيش برفاهية، والذي لا يملك المال لا يستطيع العيش بسهولة ويعاني البؤس والمرض والفقر.

واضاف ان جوهر هذه السياسة الاقتصادية يتركز على الخصخصة واعادة الهيكلة والاعتماد على السوق والاستثمار، وانهاء القطاع العام، وتخلي الدولة عن تقديم الخدمات العامة للجماهير، وبالتالي، تحويل التعليم والصحة وغيرها من الخدمات الى القطاع الخاص، وفوق كل ذلك تشتيت نضال العمال ووضع العوائق امام هذا النضال وقمعه ومنع العمل النقابي في الشركات والمؤسسات التابعة للدولة. يقابل ذلك الفقر والمرض والامية وحرمان الجماهير من ابسط الحقوق وتزايد مديات البطالة، وقد تم تطبيق هذه السياسة الاقتصادية وتوسيع مدياتها مع سيطرة الاسلام السياسي والتيارات القومية الاستبدادية، والهجوم على الحريات المدنية والسياسية  للأفراد، وكذلك الهجوم على المرأة وقمعها واستعبادها خلال العشرين سنة الماضة، ومن خلال هذه الاوضاع نما الاستقطاب الطبقي في المجتمع  بدرجة كبيرة، أي ان المجتمع اصبح، بشكل حاد وواسع، طبقتين احداها محرومة من العمل والرفاهية وابسط الحقوق، وعلى الطرف الاخر الطبقة البرجوازية التي تمتلك السلطة ورأس المال وهي التي تتحكم بمصير المجتمع.

وقد اشار مؤيد احمد انه، وعند الحديث على المسارات السياسية والايديولوجية  في البلاد، يجب ان ننطلق من قلب هذا الاستقطاب الطبقي، لأنه وخلال العشرين سنة الماضية وبالرغم من أن هذا الاستقطاب اتخذ ابعادا واسعة ومتجذرة في مجمل بنيان المجتمع ونمى الصراع الاجتماعي الملازم له بدرجة كبيرة، فان البروليتاريا والعمال لا يزالون تحت هيمنة الافكار البرجوازية، اذ لم يحدث هذا الانفصال بين الطبقة العاملة وبين التيارات البرجوازية الاسلامية والقومية والدينية والليبرالية. فالسياسة في حقيقتها طبقية ومحتواها طبقي، لكن يتم حجب الحقيقة عن العمال وعموم الجماهير من خلال الايديولوجيات الدينية والقومية وحتى العلمانية والديمقراطية والليبرالية الجديدة، ولا يسمح لها بكسب استقلالها الطبقي. وفي نفس الوقت الذي يحصل فيه الاستقطاب الطبقي داخل المجتمع، تساءل مؤيد احمد: كيف يمكن للشيوعين وهم يتبنون هذه السياسة ان يلعبوا دورا من اجل فصل صفوف الجماهير عن هذه التيارات لصالح العمال والكادحين والنساء والتحررين والشبيبة والطلبة وكل الفئات الاخرى المضطهدة والمحرومة؟ وقد اوضح في اجابته عن هذا التساؤل ان ارتباط العملية الثورية في العراق مرهون اكثر من أي وقت مضى بتطور النضال الطبقي البروليتاري ومدى سيادة الافاق التحررية والاشتراكية للطبقة العاملة على المسارات الفكرية والسياسية في العراق.

كما اوضح انه، ووسط ما يحصل داخل العراق من استقطاب طبقي، يبقى العراق ضمن منظومة عالمية واقليمية لها مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية، وكما هو معلوم فان الرأسمالية العالمية تعاني اليوم من ازمة ومصاعب اقتصادية شتى وآثار هذه الازمة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد تنعكس فيها بأشكال مختلفة. هذا، وفي العراق يعد النظام السياسي تكملة وامتدادا للصراعات الجيوسياسية، بالأخص بين الولايات المتحدة وايران، ولا يزال هذان الطرفان مؤثرين ويرسمان السياسة بدرجة كبيرة في العراق. كما وان النظام الحالي في العراق يعكس الصراع بين هذين الطرفين وبقية الاطراف الاخرى التي تتدخل بمختلف الوسائل. وضمن هذا الوضع الذي تعيشه الجماهير، فإن هذه الجماهير لا تسكت ودليل ذلك انتفاضة 2019 وهي تعبير عن احتجاجات الشرائح المفقرة والمضطهدة والشبيبة المعطلة عن العمل. وقد استمرت هذه الانتفاضة لمدة اشهر وقد تم خنقها بسبب القمع ودور قوى الثورة المضادة وسيطرة قوى برجوازية مرتبطة بالنظام واجنحته المختلفة داخل الانتفاضة.

 ان استمرار الاحتجاجات العمالية ما بعد 2019 هي ايضا تعكس عمق الانقسام الطبقي، وافضل مثال على ذلك خروج الطبقة العاملة في الاول من ايار والموظفين المطالبين بسلم الرواتب وعمال وزارة الصناعة وغيرهم، وهم نموذج يبين ان الطبقة العاملة بدأت تدخل الساحة بشكل مستقل، وكذلك بدأت الحركة النسوية تنمو، ولو كان ذلك بشكل محدود، لان الوضع المفروض على المرأة اصبح لا يطاق واعتراض المرأة وبالأخص الشابات يتصاعد بأشكال مختلفة، واصبحت الحركة النسوية في موقع اخر اليوم بفعل ما تعرضت له النساء طوال سنوات. ان كل هذه الاحتجاجات هي تعبير عن الاستقطاب الطبقي والمسارات السياسية للجماهير بدأت تأخذ بعدا طبقيا اكثر من ذي قبل والنضال الثوري في المجتمع لا يمكن  الا ان يكون بسياسة طبقية مستقلة عن البرجوازية وتياراتها السياسية والفكرية.

وفيما يخص منظمة البديل الشيوعي اكد مؤيد احمد بأننا مقتنعون انه وبدون التنظيم ووجود رؤية سياسية طبقية بروليتارية واشتراكية، لا يمكن التغلب على العوائق الكبيرة التي وضعتها البرجوازية؛ لان الطبقة العاملة هي التي بإمكانها ان تقود التغيير.

وقد اشار مؤيد احمد الى ان الحركة الماركسية تلقت ضربات كبيرة وكثيرة، خصوصا عقب انهيار رأسمالية الدولة للاتحاد السوفيتي، والكثير من الاحزاب الشيوعية تخلت عن الماركسية والاشتراكية وتم تعريض الشيوعية للتشويه واتهامها بشتى الاكاذيب من قبل البرجوازية وحلفاؤها. واليوم فان احياء الخط الشيوعي الماركسي هو من اولى مهام الشيوعيين ونحن في منظمة البديل الشيوعي نسير في هذا الخط ونعمل على طرح الافق السياسي والفكري الاشتراكي الثوري في اوساط الجماهر كبديل سياسي وتنظيمي. مضيفا انه حتى بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية تقول انه لا توجد طبقة عاملة، وهي بهذا تنفي الصراع الطبقي داخل المجتمعات، كما ان البرجوازية تُشهِر بشكل دائم وتقول ان الشيوعية لم تحقق شيء للبشرية وتْعرِضها وكأنها هي ما كانت موجودة في الاتحاد السوفيتي، ولكن في الوقت الذي تنشر هذه الدعايات تعرف البرجوازية ان ما تقوله بهذا الصدد هو مجرد اكاذيب لان موقفها من الشيوعية ناتج من خوفها على مصالحها ومصالح الطبقة التي تمثلها ،اذ ان النظام الطبقي الرأسمالي واستمراره هو منشأ  ظهور الشيوعية المتجدد على الدوام  كبديل له.

وبين مؤيد انه قد تم تقسيم المجتمع في العراق على اساس طائفي وقومي وديني وتم تحويل هذا الامر الى سياسة تؤكد ان بنية المجتمع هي بهذا الشكل، بينما الحقيقة هي ان المجتمع هو مجتمع طبقي وهذا ما نراه في كل مكان في العراق سواء في البصرة او بغداد او المنطقة الغربية او كوردستان، والسلطة البرجوازية جعلت من الانقسام الديني والقومي والطائفي وكانه هوية المجتمع، وان تحقيق “الديمقراطية” لا يمكن الا من خلال الاعتراف بهذه المكونات وحقوقها، غير اننا نرى بانه وضمن هذه “الديمقراطية”! وهذه المكونات يتم اضطهاد الطبقة العاملة والكادحين وتُسلب حقوقهم باضطراد ويتم اضطهاد المرأة والأطفال والشبيبة بحدة اكثر، وهذا هو عكس ما يدعيه الطائفيون والقوميون بان نظامهم “ديمقراطي”، وقوانينهم تجاه النساء والشبيبة خير دليل على ذلك في هذا النظام المبني على اساس المكونات. كما انهم يبثون الاوهام بان المجتمع في العراق هو مجتمع مكوناتي وليس مجتمع طبقي كباقي المجتمعات البشرية.

 واكد مؤيد احمد على ان احدى معضلات هذا المجتمع هو امكانية تجاوز هذه الحالة التي تحاول تقسيم المجتمع على اساس المكونات. واوضح ان النظام البعثي الفاشي سابقا كان يحل  هذه المشكلة بالاستبداد والقمع. ولكن بين الحل الاستبدادي والحل المكوناتي يوجد الافق الاخر، الأفق الإنساني والتحرري وهو ان المجتمع في العراق هو مجتمع طبقي يمكن تعريفه على أساس القيم والهوية الإنسانية الشاملة. وبيّن ان انعكاس مسألة الانقسام الديني والطائفي والقومي والاثني وتحويلها الى سياسة ونظام سياسي مفروض على الجماهير ساعد قوى النظام على الاستمرار في حمكها المحاصصاتي الفاسد. كما واكد على ان منظمة البديل الشيوعي هي على العكس من الطرح الليبرالي الداعي الى الدولة المدنية والمواطنة، اذ تدعوا المنظمة الى ان تحقيق المواطنة المتساوية يأتي فقط بتبني هدف تحقيق الاشتراكية والمساواة والحرية وليس كما تروج وتدعوا له السياسة الليبرالية.

 كما اضاف مؤيد احمد بان مسألة الاقليات هي الاخرى لا يمكن حلها من خلال تعزيز نظام المكونات والاثنيات والطوائف والقوميات، انما من خلال الافق الاشتراكي الذي يحارب كل اشكال التمييز والتعصب والاضطهاد على أي اساس كان. وان الخلاص من هذا الوضع لا يتم الا بتوحيد مصالح البروليتاريا في عموم البلاد، وان تبني الاشتراكية هو الذي يعيد الهوية الانسانية الاممية التحررية وهذه من المنطلقات الاساسية لمنظمة البديل الشيوعي.

وقد استرسل مؤيد احمد قائلا: ان منظمة البديل الشيوعي في العراق تحاول ان تكون فعالة في احياء الماركسية وفي تحويل هذا الافق وهذه السياسة الى تيار مؤثر داخل المجتمع والطبقة العاملة، وتتبنى منظمة البديل الشيوعي في العراق استراتيجية توحيد النضال الطبقي في العراق وكوردستان وليس ما تروج له القوى القومية في كوردستان والعراق من استقلال وعزل نضال العمال والكادحين والمفقرين. وهنا انتهى المحور المقدم من مؤيد احمد.

اما المحور الثاني المقدم من قبل احمد مرزوك والمخصص لانتفاضة اكتوبر عام 2019 باعتبارها احدى مظاهر الاستقطاب الطبقي في العراق، فقد ابتدأ حديثه قائلا: ان موضوع الاستقطاب الطبقي من اهم القضايا التي تقع على عاتق الشيوعين الثوريين ومسؤولية الماركسيين هي تعميق هذا الاستقطاب والعمل على فصل صفوف الجماهير عن القوى البرجوازية، من خلال التسلح بالفكر الماركسي والعمل داخل الميادين الاجتماعية المختلفة. وفما يخص الانتفاضة اكد احمد مرزوك ان الاستقطاب الطبقي تعمق اكثر مع مجيء الاحتلال الامريكي وتسلم الاسلاميين والقوميين للسلطة وتطبيقهم لسياسة الليبرالية الجديدة التي انتجت الفقر والمعاناة، وتزامنت هذه السياسة مع فساد كبير لقوى واحزاب النظام، ما انتج تذمرا واحتجاجات بدأت بوادرها تكتمل وتظهر في العام 2011 مع الاحتجاجات المنظمة في بغداد والمحافظات بالضد من حكومة المالكي وسياساتها الاقتصادية وقمعها وتضييقها على الحريات. ثم بعد ذلك تواصلت الاحتجاجات في الاعوام 2014 و 2015 وكذلك 2017 وصولا الى ما حصل في العام 2018 من هبه جماهيرية تصل الى حد الانتفاضة وقد دفع المحتجون في كل هذه الاحتجاجات الضحايا والجرحى. ووصولا الى العام 2019 وتحديدا قبل شهر اكتوبر الذي شهد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي الى ضرورة النزول الى الشارع وانهاء هذا النظام، وكانت بعض القوى اليسارية والشيوعية قد وقفت بالضد من هذه الدعوات الا ان منظمة البديل الشيوعي في العراق كانت متبنية للمطلب الثوري للجماهير وقد اصدرت لائحة سياسية توضح فيها رؤيتها للانتفاضة وامكانية نجاحها وسبيل تنظيمها، ورفعت مع انطلاقة الانتفاضة شعار (كل السلطة للجماهير المنتفضة) ودعت الى تأسيس المجالس الجماهيرية للعمال والكادحين والجماهير المنتفضة.  وبين احمد مرزوك ان الانتفاضة في بدايتها كانت تدعو الى اسقاط وازاحة النظام لكنها بفعل العديد من العوامل لم تستطع تحقيق هذا الهدف.

وواصل احمد مرزوك كلامه بأن العمود الفقري لانتفاضة 2019 كانت من الكادحين والعمال والمعطلين عن العمل بالإضافة الى الشبيبة والنساء والطلبة وكل التحريين. مبينا ان منظمة البديل الشيوعي قد اصدرت الخطوط العامة للمجالس الجماهيرية، كخطة واستراتيجية لتحقيق اهداف الانتفاضة، من خلال تنظيم صفوف هذه الشرائح، لكنها لم تلقى استجابة كافية، وكانت دعوات المنظمة من خلال الندوات اليومية في الساحات، وتحديدا في ساحة التحرير، بالإضافة الى المنشورات المحرضة على هذه السياسة،  تلقى أحيانا المضايقة من قبل بعض المنتفضين الواهمين بأيديولوجية التيارات البرجوازية ودعاياتها ضد الاشتراكية والعمل المنظم الواعي في داخل الساحات.

وشرح احمد مرزوك الاسباب وراء عدم تبني خط سياسي منظم يتبنى الاشتراكية من قبل المنتفضين، مؤكدا وجود عدد من العوامل ابرزها، القمع الممارس من قبل السلطة تجاه المنتفضين، من خلال القتل والخطف والتغييب، اذ قتل اكثر من 800 شخص وجرح اكثر من عشرين الف اخرين فيما خطف وغيب العشرات، وهذه هي الاحصاءات الرسمية فقد تكون الاعداد كبيرة، لان ساحات الانتفاضة كانت حقيقة ساحات معارك سواء في بغداد او النجف او الناصرية او البصرة او غيرها من المحافظات الاخرى. واضافة الى العنف الممارس من قبل السلطة، فان هناك اطراف من قوى الثورة المضادة مثل التيار الصدري قد ساهمت في انهاء الانتفاضة عن طريق الدعوة الى اصلاحات داخل النظام وممارسة عمليات البلطجة بالضد من المنتفضين. وقد اوضح احمد مرزوك ان من العوامل الاخرى هو ضعف الوعي التنظيمي السياسي الراديكالي في اوساط الشبيبة، وسيادة مفاهيم ضبابية وغير محددة مثل “الوعي قائد” و”نريد وطن” وغيرها، ناهيك عن قناعة قوى عديدة داخل الانتفاضة بان التغيير يأتي اما بانقلاب عسكري او تدخل دولي واممي وما الى ذلك من قناعات ساهمت بإنهاء وتعطيل دور الجماهير وشل قدرتها على التغيير. وقد اضاف احمد مرزوك ان بعض القوى التي خرجت من رحم الانتفاضة والتي دعت الى الاصلاحات والدخول بالانتخابات مثل حركة امتداد وغيرها، ايضا ساهمت بشكل كبير في حرف مسار الانتفاضة وابعادها عن هدفها الاساسي وهو انهاء هذا النظام بشكل جذري.

وقد بين احمد مرزوك ان القوى الشيوعية لم تكن بالقوة والفاعلية التي تمكنها من التأثير على الجماهير لكون قسم منها ذاهب باتجاه السلطة وهو جزء منها، وقد وقف بالضد من الانتفاضة في البداية، والقسم الاخر من هذه القوى ايضا وقفت ضد الانتفاضة ولم تنخرط بشكل واقعي في صفوف المنتفضين.

واختتم احمد مرزوك هذا المحور بالتساؤل التالي: هل انتهى الاستقطاب الطبقي بنهاية انتفاضة اكتوبر؟ وقد اجاب ان الاستقطاب الطبقي لا يزال حاصلا ويتفاقم يوم بعد يوم، بعد وضوح سياسة الدولة الاقتصادية والاستمرار بسياسات الاستثمار والخصخصة واعادة الهيكلة وقد ظهر ويظهر هذا الاستقطاب بأشكال متعددة منها التظاهرات والاحتجاجات اليومية للمحاضرين العاملين بالمجان والمطالبين بسلم الرواتب والمعطلين عن العمل وعمال العقود والاجور وغيرهم من الشرائح التي تتظاهر بشكل شبه يومي. مبينا ان مناسبة الاول من ايار الاخيرة قد اوضحت بشكل جلي هذا الاستقطاب من خلال مشاركة شرائح العمال والكادحين واصحاب العمالة الهشة من سائقي التوصيل ” الدليفري” وسائقي التكتك وكذلك عمال وزارة الصناعة وغيرهم من الفئات التي تعاني من تركز المال في ايدي القلة بينما تعيش غالبية المجتمع بفقر وبؤس وبطالة.

وقد انهى احمد مرزوك كلامه بان منظمة البديل الشيوعي تناضل من اوساط هذه الشرائح وتتبنى سياسة مفادها ان التغيير يأتي من القاعدة أي من جماهير العمال والكادحين وكل الذين لهم مصلحة بالتغيير الجذري.

وفي ختام هذه الندوة كان هنالك مداخلات مهمة وقيمة للحضور حول ما طرحه مؤيد احمد واحمد مرزوك في هذه الندوة.

 16 أيار 2023

*تم اجراء تعديلات طفيفة على ما قدم في الندوة لأغراض التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.