منذ منتصف حزيران/يونيو (٢٠٢٤)، توغل الجيش التركي، بقوة قوامها (١٠٠٠) جندي و(٣٠٠) مدرعة ومدفعية وأسلحة ثقيلة، في إقليم كوردستان العراق، في منطقة العمادية بمحافظة دهوك، قام باستخدام الطرق العامة هناك يومياً من خلال إقامة نقاط تفتيش والتحقق من هويات المواطنين. ومنذ عام (٢٠١٧)، احتل الجيش التركي ما يعادل(٨٦,٢٪) من طول الحدود العراقية التركية، ودخل إقليم كوردستان في العديد من المواقع بعمق (٥) إلى (٤٠) كيلومترا و أقام (٦٤) قاعدة ومقرات عسكرية هناك. هذه العملية، تأتي لتوسيع هذا التمركز العسكري في المنطقة، والتمهيد لبدء عملية عسكرية لاحتلال جبل (گاره)، وضرب وتقييد حركة المسلحين التابعين لـ (PKK) في المنطقة.
واستعدادا لهذه الحملة العسكرية على جبل (گاره)، قتل حتى الآن أربعة مدنيين جراء القصف على الجبل المذكور والقرى المحيطة به، ليصل إجمالي عدد القتلى في المنطقة إلى ثمانية منذ بداية العام الجاري عدى عن الجرحى، وقد تم اخلاء عدد كبير من القرى في المنطقة المذكورة وتشريد سكانها إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالممتلكات وتدمير الطبيعة والبيئة في هذه المنطقة.
لقد مر أكثر من ثلاثة أسابيع على هذا الغزو و القتل والدمار، وحتى الآن لم يصدر أي رد فعل ولا بيان رسمي أو تفسير بهذا الشأن من قبل حكومتي الإقليم كردستان و الحكومة المركزية، وهذا بحد ذاته يظهر العار السياسي والإذلال الذي تعانيه الحكومتان في مواجهة غطرسة القوى الإقليمية وهذا الاحتلال من قبل تركيا، مما يشير إلى اتفاق وتضامن وخطة سرية بينهما مع نظام أردوغان.
أهداف هذا الهجوم لحكومة أردوغان تتجاوز ذريعة القضاء أو الحد من تلك القوى التي تهدد أمنها من خارج حدودها. انها جزء من سياسة تركيا وخطتها الاستراتيجية كقوة إقليمية، تسعى إلى تحقيق مصالح رأس المال والنظام الرأسمالي المتطور في تركيا من خلال سلطة قومية شوفينية والسعي لتوسيع نفوذها الاقتصادي و الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط. ومن الواضح أن هذا يأتي في وقت فقدت فيه الإمبريالية الأمريكية قدرتها السابقة في المنطقة، وظهر فراغ جيوسياسي، تحاول ملئه ليس تركيا فحسب، بل إيران والمملكة العربية السعودية أيضًا..
نحن في (منظمة البديل الشيوعي) ندين بشدة دخول الجيش التركي وإقامة مقراته العسكرية في إقليم كوردستان، وتحضيره لعملية عسكرية تعرض حياة المواطنين للخطر والتهجيروممتلكاتهم للتدمير. كما وندين صمت وانعدام موقف الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان إزاء هذه العملية وأي تنسيق من قبلهما مع الدولة التركية بخصوص هذا الهجوم العسكري، ونعلن بأن حماية أهالي تلك القرى وسلامتهم وأوضاعهم الاقتصادية هي من مسؤولية تلك الأطراف.
إن الوقوف بوجه هذه الغطرسة وهذا العدوان العسكري للدولة التركية يتطلب خروج الجماهير المحبة للحرية والصفوف المنظمة للعمال والكادحين، ليس فقط في إقليم كوردستان، بل وفي جميع أنحاء العراق، وحتى في دول الشرق الأوسط ، وخاصة تركيا وسوريا.
ان الرد على هذه الحملات العسكرية وهذه الجرائم لا يأتي سوى من خلال الصف الأممي والاشتراكي الموحد المناهض للرأسمالية والأمبريالية للجماهير المطالبة بالحرية في الشرق الأوسط .
لا للسياسات التوسعية والعسكرية للدولة التركية الشوفينية.
عاشت الأممية البروليتارية والاشتراكية في الشرق الأوسط.
منظمة البديل الشيوعي في العراق
١٢/٧/٢٠٢٤