شن الحرس الثوري في إيران ليلة الاثنين المصادف ١٥ كانون الثاني ٢٠٢٤ هجوما بتسعة صواريخ بالستية على مدينة أربيل أسفر، حتى هذه اللحظة، عن مقتل أربعة أشخاص وجرح ستة عشر آخرين.
لقد كان الهجوم البري والهجمات الصاروخية وتفجيرات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية واغتيال عناصر المعارضة المتواجدين في إقليم كردستان العراق من الاعمال الإرهابية المستمرة لدولتي إيران وتركيا على مدى العقود الثلاثة الماضية، الا أن ميزة هذا الهجوم الإرهابي على اربيل، هو أنه يأتي في خضم تصاعد حملة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الجماهير في فلسطين داخل قطاع غزة والضفة الغربية، وهو جزء من صراع النظام الإيراني مع أمريكا وإسرائيل والذي تجري احدى فصوله داخل مدينة اربيل.
نَفّذَ النظام الإسلامي في إيران هذا الهجوم الصاروخي ليظهر بأن لديه القدرة للرد على أمريكا وإسرائيل، وانه لم يلتزم جانب الصمت إزاء مقتل قادة ميليشياته في سوريا ولبنان والذي جَرَى ضمن أجواء الحرب على غزة. وكان هدفه من اختيار أربيل في المقام الأول، هو تجنب المواجهة العسكرية المباشرة معهم. مجمل دعاياته واعترافاته بتنفيذه لهذه الجريمة تُثبت ذلك.
ان الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي واجهت أربع انتفاضات للجماهير الكادحة والتحررية في هذا البلد خلال السنوات الست الماضية وأقمعتها بالحديد والنار، كانت على الدوام في صراع مع الامبريالية الأمريكية وإسرائيل والمواجهة معهما من خلال الجماعات والميليشيات التابعة لها على امتداد العراق واليمن ولبنان. لقد حاول هذا النظام، والذي يعتبر قوة وقطب إقليمي، على مدى عقود، ليس فقط الحفاظ على هذا الموقع ضدهم، بل كانت هذه المواجهات في الأساس جزءً من استراتيجيته للحفاظ على بقائه وديمومته داخل إيران، كنظام قمعي رجعي غارق في الأزمات.
لقد دفعت الإمبريالية الأمريكية منذ فترة طويلة قسماً كبيراً من بلدان الشرق الأوسط نحو الدمار تحت يافطة مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان والديمقراطية، وهي حاليًا منخرطة كجزء من هذا التدمير الوحشي والابادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة جنبًا إلى جنب مع حكومة نتنياهو الفاشية.
وفي الوقت نفسه، تعمل الحركات القومية والدينية والليبرالية والدول البرجوازية الرجعية في المنطقة، على جَر الجماهير نحو الحروب والصراعات الدائرة بينها، وذلك عن طريق نشر أفكارها وأفقها وأجندتها السياسية وسط هذه الجماهير تحت غطاء معاداة ” الإرهاب” و”الأعداء الخارجيين” و”الأمن القومي”.
في الوقت الذي فرض النظام البرجوازي القومي الحاكم على جماهير العمال والكادحين في كردستان العراق البطالة والفقر والجوع، ولم يؤمن بعد الرواتب للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام ٢٠٢٣، فان توريط هذا الإقليم والعراق في هذه الأوضاع داخل اتون الحرب، ستزيد من معاناتهم، وتدفع بحياتهم ومعيشتهم نحو أوضاع أكثر وخامة، يفتقدون فيها الامن، وتخلق العراقيل أمام نضالٍ بدأوه من أجل تحقيق مطالبهم العادلة والخلاص من هذه الحكومة والسلطة القائمة.
إن الحيلولة دون توسع حرب الإبادة الجماعية للحكومة الإسرائيلية في غزة، والدمار الذي خلقته الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط، يتحقق عن طريق الحفاظ على الصفوف المستقلة للنضال الطبقي لجماهير العمال والكادحين وتضامنهم الأممي في الشرق الأوسط.
نحن في منظمة البديل الشيوعي في العراق ندين بشدة هذا الهجوم الإرهابي للنظام الإسلامي في إيران على أربيل.
وندين الأعمال الإرهابية المستمرة التي يقوم بها هذا النظام وميليشياته في جميع أنحاء العراق وإقليم كردستان.
كما ونحمل مسؤولية التدخل العسكري المستمر لأمريكا والنظام الإسلامي في إيران وتركيا، داخل العراق وإقليم كردستان، على عاتق كل من الحكومة المركزية وحكومة الإقليم وأحزابها الحاكمة، والتي تربط بقاءها بالاستراتيجيات والمصالح الجيوسياسية لهذه الدول.
منظمة البديل الشيوعي في العراق
١٦ – ١ – ٢٠٢٤