جلال الصباغ
لا تختلف خطابات رجال الدين كثيرا، فجميعهم يمثلون التيار الرجعي المتخلف، المعادي لكل أشكال التحرر والواقف بالضد من اية حقوق مدنية للنساء، وغالبا ما تستمد السلطات البرجوازية شرعيتها منهم، خصوصا سلطة الاسلام السياسي في العراق، والتي بناها الاحتلال الأمريكي على اساس ديني طائفي قومي بامتياز.
ان تهديدات رشيد الحسيني، وهو أحد ممثلي الحوزة، ليس رأيا فريدا انما هو نهج جميع رجال الدين والحوزات، فهؤلاء ومن خلال هذه التهديدات التي يلبّسونها لباس “القدسية”، يحرضون اتباعهم ومليشياتهم على القتل العلني لكل من يسعى للخلاص من قبضتهم. وهذا ما شاهدناه عندما قام مجموعة من رجال الدين على الاعتداء على النساء الرافضات لتعديل قانون الاحوال الشخصية، ومنعهن من التظاهر في محافظة النجف.
ان تهديدات الحسيني للنساء والاحزاب والمنظمات المعترضة على تعديل قانون الأحوال الشخصية، هو إرهاب وتحريض علني على القتل، دون أية إدانة او محاسبة من اية جهة رسمية، بل إن خطاب الكراهية هذا يحظى بمباركة من قبل الحكومة والبرلمان والقضاء! فهؤلاء جميعا يخدمهم تشريع مثل هكذا قوانين تعمق من الانقسام الطائفي وتقوي من هيمنتهم على المجتمع.
الوظيفة الحقيقية لرشيد الحسيني ليست تشريع القوانين والتحكم بمصير وحياة الملايين من الناس، كما ان مكانه الحقيقي هو المصحة النفسية، والعمل الضروري الان هو حماية المواطنين من فتاواه الوحشية والهمجية هو وأمثاله ممن يبيحون ويشرعنون اغتصاب الاطفال.
ان الحريات المدنية في العراق في اسوء حالاتها اليوم، والمواطنون مهددون بتحويل البلاد إلى طالبان وداعش جديدة، في ظل جعل مصير الملايين من البشر بيد شلة من الرجعيين والمتخلفين والبيدوفيليين، والذين يخدمون مصالح ايران وامريكا وغيرها من القوى المتحكمة بالشأن العراقي.